امروز و ساعت دقیقه می باشد.
طراحی سایت و قالب وردپرسطراحی سایت و قالب وردپرسطراحی سایت و قالب وردپرس
  • تاریخ انتشار خبر : پنج شنبه ۲۰ آبان ۱۴۰۰ | کد خبر : 41708 | نویسنده : خبرنگار
  • تعداد نظرات : ۰ نظر
  • مقالٌ صحفی صادر عن سفاره الجزائر بطهران «بمناسبه الذکرى السابعه والستین لثوره أول نوفمبر ۱۹۵۴ المجیده»

  • دسته بندی مطلب : بین الملل | تعداد بازدیدها : نفر
  • مقالٌ صحفی صادر عن سفاره الجزائر بطهران

    «بمناسبه الذکرى السابعه والستین لثوره

    أول نوفمبر ۱۹۵۴ المجیده»

    ذکرى وعِبر

     یعیش الشعب الجزائری هذه الأیام ومعه کثیر من الشعوب المحبّه للسلام أجواء الذکرى السابعه والستین لثوره أول نوفمبر المجیده. یُجمع کثیر من المؤرخین المعاصرین أنّ ثوره التحریر الجزائریه کانت من أهمّ أحداث القرن العشرین على المستوى المحلی والدولی، لما قدّمته من تضحیات قلّ نظیرها فی التاریخ البشری من جهه، ولما أحدثته من تحولات عمیقه فی المنظومه الدولیه من خلال ترقیه حقوق الشعوب السیاسیه والاقتصادیه والثقافیه والحفاظ على مصالح العالم الثالث التی کانت مستباحاً من طرف الاستعمار من جهه أخرى.

    إنها ذکرى لها وقع خاص فی قلوب الجزائریین الذین وإن اختلفوا على بعض شؤونهم الداخلیه، تبقى هذه الثوره وشهداءها إرثاً وطنیاً مشترکاً لا جدال لهم حوله.

    السیاق التاریخی، بعد الثورات التی عرفتها الجزائر إثر دخول الاستعمار فی سنه ۱۸۳۰ وتمکنّه من القضاء علیها تباعاً بواسطه آلته العسکریه الهمجیه التی اقترفت من المجازر والجرائم ما یندى له جبین البشریه، استتبّ الأمر عسکریاً لفرنسا فی الجزائر مع بدایه القرن العشرین، إلا أنّ المطالب الوطنیه لم تتوقف کما أنّ الشعب غیّر أسلوبه باختیار المقاومه الصامته بالتمسک بلغته ودینه وثقافته فی وجه الهجمات الشرسه لاجتثاث مقومات الهویه الجزائریه.

    ظنّ الاستعمار أنّ الجزائر أصبحت قطعه من فرنسا قانوناً، على عکس المستعمرات الأخرى التی کانت فرنسا تمارس فیها الانتداب أو الحمایه، إلا أنّ الحرکه الوطنیه والإصلاحیه کانت تعمل من أجل استرجاع الحقوق الوطنیه الجزائریه لاسیما بعد الحرب العالمیه الثانیه التی فتحت آفاقاً إیجابیه للشعوب کی تنال حقوقها المشروعه.

    کان ردّ فرنسا بأشدّ القساوه على هذه المطالب مما جعل کثیراً من المناضلین یتأکدون من أنّه لا لغه مع الاستعمار سوى لغه السلاح والنار. وهکذا جاء أول نوفمبر ۱۹۵۴٫

    وبغض النظر عن الوقائع التاریخیه والأحداث التی شهدتها الثوره والتی یعرفها الجمیع وأخذت حظاً وافراً من التوثیق والتأریخ، إلا أنّ طرحنا هنا سوف یتمحور حول سؤال جوهری هو: «کیف لشعب أعزل، أمّی وفقیر أن ینتج هذا النموذج البشری الخارق والخیالی فی التصمیم والفداء لینتج ملحمه قدسیه حیّرت محلّلین ودارسی التاریخ؟»

    للإجابه عن هذا السؤال وجب تحلیل مجموع العناصر الثلاثه التی صنعت هذا الحدث (الشعب، القیاده والمجاهدین):

    1. إراده الشعب: تبقى إراده الشعب هی المحرّک المحوری لتحقیق جمیع التحولات وعلى جمیع المستویات. تترسخ هذه الإراده بإیمانه العمیق بالهدف المنشود. الشعب الجزائری خلال هذه الفتره عاش ملحمه وطنیه طبّق فیها المعانی الخالصه والصادقه للأخوه والتکافل والتضامن، (کان الناس یسمّون المجاهدین “الخاوه”، الأخوه باللهجه الجزائریه) والصبر والتضحیات الجسام التی لم تثنه عن مواصله الکفاح حتى نیل الاستقلال.
    2. قیاده الثوره: لعلّ أهمّ العناصر المحدده لنجاح الثوره کانت تلک المجموعه الشابه التی فجّرت الثوره وتمثّلت فیها خصال القیاده المستنیره والمخلصه سواء على المستوى العسکری أو السیاسی، حیث أدرکت منذ البدایه بحصافه وتبصّر وفقاً لبیان أول نوفمبر أنّ الثوره یجب أن تکون عامه وشامله، ینخرط فیها جمیع الشعب بجمیع مکوناته وفئاته ومن کلّ الجهات، کما أنّ اختیار الکفاح المسلح لن یعیق النضال السیاسی داخلیاً وخارجیاً واستمرار النشاط التوعوی فی سبیل قطع الطریق أمام الاستعمار. یبقى أنّ هذه القیاده التی انبثقت من رحم الشعب کانت تثق فی قدره الشعب وحده على صنع التغییر وأنّه الرهان الوحید فی کسب المعرکه.

    أخلاق القیاده کانت على مستوٍ عالٍ من الإخلاص، تتمثّل فیهم القدوه بعیداً عن الترف والفساد، فکان القائد لا ینام ولا یأکل ولا یلبس قبل جنوده، وکان مثالاً یعتزّ به الصدیق ویرهبه العدو، ولنا فی سیره العربی بن مهیدی وعمیروش وبن بولعید خیر مثال.

    1. المجاهدون: هذه الفئه التی حملت على عاتقها مقارعه الاستعمار عسکریاً، انخرطت فی هذا المسار ودفعت ضریبه باهظه تحت شعار “النصر أو الشهاده”. یعتبر هؤلاء حجر الزاویه فی هذه الثوره التی مثلت قمه العطاء فی التاریخ الوطنی المعاصر. کان إخلاصهم وأمانتهم لا یرقى إلیهما الشک. یُحکى أنّ الواحد منهم یکلف بنقل مبالغ مالیه ضخمه من اشتراکات الثوره مسافات طویله یوصلها مقصدها لا ینقص منها فلسٌ. ومع الأخوّه والتضامن والترابط بینهم إلا أنّ قانون الثوره کان صارماً ومبنیاً على أنّه لا مساومه على المبادئ ولا حیاد عن الأهداف ولا تسامح مع الخونه الذین اختاروا صفّ العدو.

    أمام هذا الانضباط العسکری والسیاسی والاجتماعی الذی حیّر أساطین الاستعمار التی استعملت شتّى صنوف القهر الهمجیه واستعانت بحلف النیتو لإخماد الثوره إلا أنّه لم یکن أمام فرنسا سوى الإذعان لإراده الشعب الجزائری الذی افتک استقلاله فی ۱۹۶۲/۰۷/۰۵٫ هذا الشعب – بکل فئاته – یرجع إلیه الفضل فی احتضان الثوره ومجاهدیها وقادتها ودافع عنهم وقدّم لهم کلّ الدعم والمسانده. حتّى الأطفال کانوا یقومون بکلّ اعتزاز بمهام نقل السلاح والرسائل بین مختلف خلایا المجاهدین. وکانت النساء یقمن بنفس المهام زیاده على تقدیم المساعده اللوجستیه بتحضیر الطعام واللباس وغیر ذلک من مستلزمات الجهاد.

     وفی الأخیر فإن النظام الذی وضعته الثوره وقامت على أساسه یبقى مَعلماً هاماً للجزائر ولغیرها من الشعوب التواقه للحریه والانعتاق ویجب عدم الإخلال به لکسب جمیع التحدیّات.

    نظرات کاربران در مورد "مقالٌ صحفی صادر عن سفاره الجزائر بطهران «بمناسبه الذکرى السابعه والستین لثوره أول نوفمبر ۱۹۵۴ المجیده»"
  • طراحی سایت

    طراحی سایت های خبری و حرفه ای


    parswp.ir